خاص


حذر الدكتور مصطفى العفوري من الآثار السلبية لنظام الثانوية العامة الجديد والقائم على عامين، مشيرًا إلى أن تطبيقه في الصف الحادي عشر هذا العام أظهر خللاً واضحاً في تمكين الطلبة من اكتشاف قدراتهم الحقيقية لا سيما العلمية منها، ما قد ينعكس سلباً على اختياراتهم الأكاديمية في الصف الثاني عشر.

وأضاف العفوري في كتاب وجهه إلى وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة، إن امتحان الثانوية العامة يُعد الركيزة الأساسية في عملية التقويم التربوي وهو الأداة الأهم لتحديد المسار الأكاديمي للطلبة، مؤكداً تقديره لجهود وزارة التربية والتعليم في تطوير النظام ومواكبته للأنظمة العالمية الحديثة، إلا أن التطبيق العملي كشف عن ملاحظات تستدعي الدراسة والمراجعة.

وأوضح أن النظام الجديد يعتمد على تقديم الطلبة في السنة الأولى لأربعة مباحث تصنف ضمن "الثقافات المشتركة” لتشكل 300 علامة من أصل 1000 علامة، فيما يختار الطلبة في السنة الثانية أحد الحقول التعليمية وفق ميولهم وقدراتهم المستقبلية.

وبين العفوري أن الإشكالية الأساسية تكمن في أن طلبة الصف الحادي عشر ينغمسون بشكل كامل في دراسة مباحث ذات توجه ومحتوى أدبي، تفتقر إلى أي مضمون علمي جاد ما يحول دون تمكين الطالب أو ولي أمره من تحديد ما إذا كانت قدراته علمية أم أدبية.
وأضاف أن هذا الصف يخلو تقريباً من دراسة المباحث العلمية الأساسية بصورة إنتاجية وعلى رأسها مبحث الرياضيات الذي يُعد من أهم مرتكزات بناء التفكير العلمي والمنطقي، محذراً من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى فشل الطلبة في اختيار الحقل المناسب في السنة التالية.

وأشار إلى أن الطلبة الذين يتجهون لاحقاً إلى اختيار حقل علمي سيواجهون فاقداً علمياً كبيراً يصعب تعويضه، إلى جانب ضعف في منهجية التفكير المنطقي السليم ما قد يؤثر على أدائهم الأكاديمي ومستقبلهم التعليمي.
ودعا العفوري وزارة التربية والتعليم إلى دراسة هذه الملاحظات والتحقق من مصداقيتها بما يضمن تحقيق أهداف النظام الجديد دون الإضرار بمستوى الطلبة أو بقدرتهم على اتخاذ قرارات تعليمية صحيحة.

وتاليًا نص الكتاب: " نتقدم من معاليكم بالشكر والتقدير على جهودكم الموصولة في تطوير البنية التعليمية التربوية في وطننا الغالي وحرصكم الواضح أثره على الإفادة من كل تطوير ممكن داعين المولى عز وجل أن يوفقكم ويسدد على طريق الخير خطاكم.

تعلمون معاليكم وكذلك الجسم التربوي في وطننا الغالي أن امتحان الثانوية العامة يعتبر ركيزة اساسية في عملية التقويم ولعله الأداة الأهم، وقد حرصتم وفريقكم على إخراج نظام جديد يعتمد على عامين حيث يعتبر هذا النظام مواكبا للأنظمة العالمية المتطورة ويحقق أهدافاً إيجابية متعددة.

في هذا المجال نود أن نقدم لمعاليكم أهم الملاحظات التي تم رصدها هذا العام وحتى هذه الفترة آملين أن يتسع وقتكم وصدركم للاطلاع عليها ودراستها والتحقق من مصداقيتها.

أولاً: في السنة الأولى يتقدم الطلبة للامتحان في (4) مباحث تعتبر الثقافات المشتركة وبمجموع (300) علامة من الإجمالي البالغ (1000) علامة وتوزع وفقاً لنسب محددة.

ثانياً: في السنة الثانية يختار الطلبة أحد الحقول وفق ما تم الإعلان عنه ليتناسب مع رغبة الطالب المستقبلية وقدراته.".